تُعدُّ المرأة ركيزة أساسية في بناء الأسرة والمجتمع، فهي رمز الحنان والعطاء، والمسؤولة عن تنشئة الأجيال التي تشكل مستقبل الأوطان. إن دور المرأة يتجلى في مختلف نواحي الحياة، فهي الأم والمربية، والمعلمة والطبيبة، والمهندسة والإدارية، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في نهضة المجتمع وتقدمه. وكما قال الشاعر حافظ إبراهيم:

“الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق”

دور المرأة في بناء المجتمع

لا يمكن إنكار التأثير العميق للمرأة في تطور المجتمعات، فهي نصف المجتمع ومساهمتها في مختلف المجالات تثري الحياة العامة. إلى جانب دورها في الأسرة، فهي تشارك في ميادين العمل، وتساهم في الاقتصاد، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة. إن المرأة التي تُمنح الفرصة الكاملة للإبداع والتميز تكون قادرة على قيادة التغيير وصنع مستقبل مزدهر.

التحديات التي تواجه المرأة

رغم الدور المحوري الذي تؤديه المرأة، إلا أنها ما زالت تواجه تحديات عديدة تحول دون تحقيقها كامل إمكاناتها. ومن أبرز هذه التحديات:

1 ـ العادات والتقاليد المقيدة :

لا تزال بعض المجتمعات تتمسك بمعتقدات قديمة تحد من حرية المرأة وتحصر دورها في نطاق ضيق، مما يعوق تقدمها ومساهمتها في الحياة العامة ..

2 ـ التمييز في فرص التعليم :

في العديد من الأسر، يُفضل تعليم الذكور على الإناث، ما يؤدي إلى انتشار الأمية بين النساء في بعض المناطق ..

3 ـ عدم المساواة في سوق العمل :

غالبًا ما تتقاضى المرأة أجورًا أقل من الرجل رغم تقديمها نفس الجهد، كما تواجه تحديات تتعلق بترقياتها المهنية ومكانتها الوظيفية ..

4 ـ العنف المجتمعي والأسري :

لا تزال بعض النساء يعانين من العنف الجسدي والمعنوي، ما يحد من استقلاليتهن وقدرتهن على العيش بكرامة.

سبل تمكين المرأة

لتحقيق العدالة وتعزيز دور المرأة في المجتمع، يجب العمل على تمكينها عبر خطوات أساسية، أبرزها :

تعزيز الوعي بحقوقها :

يجب أن تدرك المرأة أنها عنصر فاعل في المجتمع، ولها حقوق متساوية تمكنها من العيش بكرامة والمشاركة في شتى مجالات الحياة ..

تحسين فرص التعليم :

من الضروري توفير التعليم الجيد للفتيات وضمان مساواتهن بالذكور في هذا الحق، فبالعلم تستطيع المرأة تحقيق استقلالها وتمكين نفسها.

دعمها في سوق العمل :

ينبغي إزالة الفجوة بين الجنسين في أماكن العمل، وضمان حصول المرأة على حقوقها كاملة من حيث الأجور والفرص المهنية.

مساندة القوانين التي تحمي المرأة :

يجب على المؤسسات والمجتمع دعم القوانين التي تكفل حقوق المرأة وتحميها من أي انتهاكات قد تتعرض لها.

تفعيل دور الأسرة والمجتمع :

يقع على الأسرة دور كبير في تعزيز ثقة الفتاة بنفسها ودعم طموحاتها، كما أن المجتمع بأسره مطالب بالوقوف إلى جانب المرأة لتحقيق المساواة.

الخاتمة

لا يمكن للمجتمع أن يحقق تقدمه دون إشراك المرأة بفاعلية في كافة مجالاته. فهي ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي القلب النابض له، والمصدر الأساسي لبناء أجيال قادرة على تحقيق الازدهار. لذا، من واجب الجميع دعم المرأة وتمكينها، لضمان مستقبل أفضل للأفراد والمجتمعات على حد سواء ..